طبيب عظام واحد يخدم كل مناطق شمال غزة.. شهادة مأساوية عن “أهوال القرن”

Photo of author

By خالد السعدي

وطن- تسجل الأوضاع الصحية في قطاع غزة وتحديدا في مناطق الشمال، انهيارا حادا جراء الحرب التي يشنها جيش الاحتلال على القطاع.

وفي مشهد يلخص مأساة غزة، يتواجد طبيب عظام واحد في مناطق شمال القطاع، وهو شاهد على أوضاع كارثية تعيشها هذه المناطق جراء الحرب الإسرائيلية.

وطبيب العظام الوحيد الموجود في شمال غزة هو الدكتور محمد عبيد ويعمل بمستشفى العودة، حيث روى حجم الصعوبات والتحديات التي يواجهها مع مرضاه في ظل الحرب والحصار.

وقال عبيد للجزيرة: “كنا محاصرين لأكثر من 20 يومًا، لكننا تعاملنا مع عشرات الحالات، ومنذ أن علم الناس بفك الحصار قبل 3 أيام استقبلنا 20 حالة”.

وأضاف أنه تم إجراء 18 عملية جراحية في الكسور المعقدة للأطراف بالإضافة إلى جراحات استكشاف البطن مع قسم الجراحة العامة.

وأشار محمد عبيد إلى النقص الشديد في الكوادر الطبية، حيث لا يوجد سوى طبيب عظام واحد وطبيب تخدير واحد وطيب جراحة واحد، وطاقم تمريض لا يزيد عدده عن 3 أو 4 أفراد.

وأكّد أن نقص الموارد وتأخر وصولها لأيام وصل بعضها إلى أسبوعين، وتسبب في اتخاذ قرارات بتر أطراف عدد من المرضى نتيجة تسمم دموي في أطرافهم وكان يمكن تفادي ذلك مبكّرًا.

ولفت محمد عبيد، إلى أنه بالإضافة إلى ذلك فإن العمليات باتت تستغرق وقتًا أطول بكثير نتيجة قلة الأجهزة.

وكشف أن أغلب الجروح ملتهبة وكبيرة جدًا وتحتاج لعمليات ترقيع وتجميل بالإضافة إلى العيّنات العظمية التي لا يستطيعون إجراءها بسبب نقص الموارد في المختبر.

استهداف المستشفيات جزء من خطة التهجير

وتوسّع جيش الاحتلال الإسرائيلي في قصف المستشفيات والمراكز الطبية والعلاجية، في محاولة للقضاء على الخدمة الصحية بشكل كامل، سعيا لإجبار الأهالي على النزوح من مناطقهم.

وسبق أن نبهت منظمة الصحة العالمية، بأن ما يجري في قطاع غزة شاهد حيّ وحقيقي لمعنى الأزمة الإنسانية.

ودعت المنظمة، كل القيادات السياسية المؤثرة والفعالة في المجتمع الدولي أن يتحملوا مسؤولياتهم بالتدخل الفوري لوقف الحرب في غزة والكارثة الإنسانية والصحية التي تحدث فيها.

وقال مدير برنامج الطوارئ بمكتب المنظمة الإقليمي لشرق المتوسط ريتشارد برينان: “كان هناك 36 مستشفى يعمل قبل اندلاع الصراع بقطاع غزة، والآن هناك 9 مستشفيات تعمل بشكلٍ جزئي كلها في الجنوب، و 4 مستشفيات تعمل بالحد الأدنى من طاقتها في الشمال”.

وحذّر برينان، من أنه “قد تظهر المزيد من حالات العدوى بسبب اكتظاظ الأشخاص، وعدم وجود صرف صحي، وعدم توفر الغذاء والماء، وتعطُّل برامج التطعيم”.

  • اقرأ أيضا: 
الوضع “فوق الكارثي” في المستشفى المعمداني بغزة (فيديو)

أضف تعليق